بين ما يريد وما كان..
بقلم صفية إبراهيم
في زاوية من المنزل كان يجلس بقلب شغوف بالعلم يملئه بالحلم والطموح يترقب ذلك المستقبل الجميل .
يتحدى ذاته يصارع التعب ،ويغلبه بقوة الإرادة.
أراد أن يزرع ليوم منتظر يحصد فيه ثمرة جهده، ومع هذا إلا أن مشاعره تتداخل ما بين القلق والتوتر ،وأمله في تحقيق حلمه ،ذلك الحلم الذي سوف يبدل تعبه إلى فرح وسعادة ويشعره لذة النجاح.
توكل على الله ثم خاض معركته مع الاختبارات الدراسية متفائلًا ويردد:
” بقي القليل لأحقق ما استحق”
وبالفعل اختتم هذا السعي بالرضا والتوفيق ونتيجة تحفر في القلوب ( امتيــاز)…
ازداد شغفه أكثر فأكثر لتحقيق حلمه فهو منذ الصغر يحلم بتخصص طالما انتظره ورآه موطن شغفه.
لكن حدث مالم يكن بالحسبان !!
صدرت النتائج ولم يقبل في ذالك التخصص الذي رأى فيه مستقبله.
علامات تعجب وذهول نطقت بها عيناه وكشفتها ملامح وجهه الوسيم .
يفكر
ماذا خبأ له القدر؟!
اختفى صوته الرنان وغابت بسمته التي كانت تزيده إشراقًا.
اختلطت مشاعره مابين صدمة وانكسار نعم انكسار داخلي لايُرى ؛فهو لايريد تخصص لايشبهه.
غصة حزن بل ألم أصاب فؤاده وهز وجدانه.
شعور جلل تأثر به كل من شاركه رحلة الحلم والطموح.
ابتسامةٌ يرسمها على شفتيه تخفي حزنه أمام والديه اللذاني رسموا في مخيلتهم لوحة احتفالية بتحقيق ماتمناه.
بقوة الإيمان ثم بالإرادة أدرك هذا الشاب الطموح بالرغم من الغصة التي تكاد تخنقه لترديه
أن الخيرة فيما اختاره الله،وإن بدا له في ظاهر الأمر أن هذا الطريق لم يكن محل اختياره،فالحياة لا تنتهي عند تخصص ما ؛ بل بالإيمان والإرادة والعزيمة القوية يستطيع أن يبدع ويزرع حلمًا جديدًا يشبهه.
قال تعالى : “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.